حين نضع هذا الكتاب في سياق التأليف حول: تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف في الأوساط الإعلامية بـ “داعش”، فهو يتميز منذ الوهلة الأولى بإيجابيتين لا جدال فيها، أولا: المراجعة النقدية الفاحصة للأدبيات التي أنتجت حول “داعش”. ثانيا: الاستناد إلى منهج بحثي وتحليلي عابر للتخصّصات للاقتراب من فهم هذه الظاهرة المركبة والمتشعبة التي طفت على سطح واقعنا المأزوم.
يرفض عزمي بشارة في كتابه "تنظيم الدولة المكنى داعش" المقاربات الثقافوية لنشوء ظاهرة داعش، باعتبارها تمثيلًا لثقافة ما أو لدين معين، لكنه في نفس الوقت لا ينحاز إلى المقاربات البنيوية الشاملة، التي ترى أن الظاهرة تمثل نتاجًا لظروف بنيوية حاسمة