بعد أن أيقن الإنسان في عزلته المنزلية أنه لا محالة خاسرٌ ربيع هذا العام، تساءل متى نعود إلى حياتنا الطبيعية؟ وما لبث أن فطن: وهل كانت حياتنا التي نتمنى العودة إليها طبيعية؟ ما الطبيعي في "حياتنا الطبيعية"؟
يستحيل الحفاظ على المسافة اللازمة للحفاظ على خصوصية الجسد والحفاظ في الوقت ذاته على التعبير عن المشاعر والود والصداقة وعدم كبت تعبيراتها الجسدية، إذا كان المرء مضطرا للانشغال طوال اليوم في الحرب دفاعا عن كل سنتمتر من خصوصيته، وذلك على جبهات مختلفة..
شهد العالم أوبئة وكوارث، ولكن لم يشهد ملازمة الناس منازلهم، وإخلاء شوارع مدنهم وساحاتها العامة في جميع أنحاء العالم على نحو متزامن. هذه ظاهرة جديدة تماما.
المشاهد من الهند التي تعد أكبر ديمقراطية في العالم لأن تعدد سكانها يتجاوز 1.3 مليار نسمة تذكرك أنها في الحقيقة ديمقراطية ل"نخبة" طبقية من 50 مليون ربما، وأنه في هذه الديمقراطية العجيبة ما زال بوسع الشرطي أن يركّع المواطنين جماعات في الشارع ويؤدبهم بالعصا (استخدام إبداعي لعصا لعبة الكريكيت) مثل التعامل مع القاصرين في أزمنة سابقة، أو كما كان المعلمون يؤدبون التلامذة في مدارس حدثك عنها شيوخ القرية.
1. يُحيّرك من اكتشف فجأة أهمية الدولة أو أنها عادت أو صعدت. وهل اختفت الدولة، أو ذهبت أو نزلت قبل الوباء؟
Subscribe to كورونا