بعد أن أيقن الإنسان في عزلته المنزلية أنه لا محالة خاسرٌ ربيع هذا العام، علَّل نفسه بأنّ ذلك أرحم من خسارة ما تبقى من فصول في خريف هذا العمر، والأهم من ذلك أنّ فقدان ربيع النسيم العليل لربيع واحد أهونُ من استجداء الهواء الممتنع عن الرئتين، أو ربما توسّل الموت لينجيه من الاختناق البطيء وحيدًا على سرير في مستشفى ميداني بلا اسم. وتساءل: متى نعود إلى حياتنا الطبيعية؟ ثم مرّت خاطرة بباله: وهل كانت حياتنا التي نتمنى العودة إليها طبيعية؟ ما الطبيعي في "حياتنا الطبيعية"؟
ليست المستشفيات فضاءات لممارسة الخصوصية. فعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حصل في هذا المجال لناحية احترام إرادة المريض وغيرها، تظل القاعدة العامة أنه إذا قرر دخول المستشفى والبقاء فيه، فإنه بذلك يعترف ضمنا بسلطة المهن الطبية.
نجمت حالة الإنكار التي عاشها ترامب عن خشيته من معرفة الجمهور الحقيقة عن الوباء وأثر الإجراءات الواجب اتخاذها على الاقتصاد والأجواء العامة "المتفائلة" في عام انتخابات.
تكمن "حداثة" الوباء في إنتاج تجانس الأزمنة هذا لجماعة انتماء متخيلة ضخمة هي الإنسانية. لا يعني ذلك بالضرورة أن تتولّد عن ذلك قيم أخلاقية تقوم على أسبقية الانتماء للإنسانية. فمع أن القاعدة المصطلحية لمثل هذا الأمر لم تعد محض تجريدات، فإن عوامل عديدة سوف تستمر في تحويل الاختلاف الثقافي والإثني والديني من مجرد تنوع واختلاف إلى صراعات وعداوات.
شهد العالم أوبئة وكوارث، ولكن لم يشهد ملازمة الناس منازلهم، وإخلاء شوارع مدنهم وساحاتها العامة في جميع أنحاء العالم على نحو متزامن. هذه ظاهرة جديدة تماما.
ليس سهلا إجراء حوار معمق وجدي في زمن وباء كورونا، خصوصًا وأن تفاصيل المشهد السياسي في البلاد كثيرة والأحداث متواترة، ولا بد أن يكون الحوار مباشرًا مسهبًا، لأنه هذه المرة مع شخص يهتم كثر بمعرفة رأيه وتحليله وموقفه من قضايا عدة تخصنا؛ من المشهد السياسي الإسرائيلي، من السياسة عند العرب في الداخل؛ القائمة المشتركة؛ التوصية على بيني غانتس؛ مستقبل الحركة الوطنية في الداخل، وصولا لقضايا اجتماعية مثل العنف والجريمة؛
1. كثر أنبياء الغضب الذين يحمّلون التطور و"التقدم" ونمط الحياة المعاصر المسؤولية حتى عن الوباء.
1. التفكير بمصير الإنسانية في زمن الوباء لا ينفصل عن القلق على الناس الذين تحبهم والتفكير بمصائر من لم تعد على صلة مباشرة بهم. لا تعود مفاهيم مثل الإنسانية والعالم والبشرية مفاهيم مجردة.
1. تبدأ مشكلة "نظرية المؤامرة" في التسمية، فهي ليست نظرية بل تفكير خرافي يفسر كل ظاهرة بقصة، حكاية ... تماما مثل الأساطير.
Subscribe to وباء كورونا