قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة إن دوافع محاكمته سياسية محضة تهدف إلى إلصاق صفة الإرهاب بمقاومة الشعب الفلسطيني وضرب الحركة الوطنية العربية في إسرائيل ومنعها من خوض الانتخابات.
وأضاف بشارة في لقاء مع قناة الجزيرة قبيل مثوله أمام المحكمة في الناصرة اليوم أن التهم التي وجهها له القضاء الإسرائيلي لا تستند إلى أي أدلة قانونية، موضحا أن محاكمته سياسية في مضمونها وأهدافها وأن تصريحات المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية تؤكد ذلك.
وقال بشارة "سنحول المحاكمة إلى محاكمة لسياسة إسرائيل, ولنر من يحاكم من".
وذكر مراسل الجزيرة في فلسطين أن المحاكمة شهدت حضورا كبيرا من المتضامنين معه. وأفادت الأنباء أن نحو 800 من أنصاره وأعضاء في برلمانات بريطانيا والنرويج والسويد تجمعوا أمام المحكمة للتعبير عن احتجاجهم.
وفي دمشق قال بيان للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن محاكمة بشارة "تكريس لسياسات التمييز العنصري القائمة داخل حدود الدولة العبرية ضد مليون من الشعب الفلسطيني يقيمون في إسرائيل".
وفي سياق ذلك علق المحامون السوريون مرافعاتهم لمدة ساعة واحدة تضامنا مع عزمي بشارة. جاء ذلك بعد النداء الذي وجهته لجنة الدفاع عنه التي شكلتها مجموعة من المحامين السوريين في دمشق.
وكانت محاكمة الدكتور بشارة قد بدأت في الناصرة صباح اليوم بعد أن وجه القضاء الإسرائيلي له تهمة دخول دولة معادية -في إشارة إلى زيارته لسوريا- وتحريض المقاومة الفلسطينية على أن تحذو حذو حزب الله في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وتشمل قائمة الاتهامات أيضا تنظيم زيارات عائلية لعرب 48 إلى سوريا. وكان بشارة رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي قد مثل أمام القضاء الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد رفع الحصانة عنه لمحاكمته بهذه التهم. ويقول بشارة بهذا الصدد إن إسقاط الحصانة خطأ قانوني.
وقد وجهت لبشارة عقب رفع الحصانة عنه يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تهمة "الحض" على العصيان بعد تصريحات أدلى بها في سوريا وإسرائيل مؤيدة لمقاومة الاحتلال. ومن المتوقع أن تطول المحاكمة كما يقول مراسل الجزيرة في فلسطين.
يشار إلى أن بشارة زار سوريا عدة مرات ونظم زيارات لعرب داخل الخط الأخضر للقاء أقاربهم اللاجئين في سوريا منذ عام 1948. وتقول الشرطة الإسرائيلية إن أجهزة الاستخبارات السورية ومنظمات فلسطينية تستغل هذه الزيارات لتجنيد من أسمتهم عملاء في صفوف العرب داخل الخط الأخضر للحصول على معلومات.
ويقول بشارة إن الرحلات التي ساهم في تنظيمها كانت تهدف إلى تمكين مجموعة من فلسطينيي 48 من رؤية أقاربهم في سوريا بعد انقطاع دام 53 عاما. ويمثل هؤلاء المواطنون نحو 20% من تعداد السكان.
يذكر أن الدكتور عزمي بشارة (45 عاما) أستاذ جامعي ونائب عن قائمة "بلد" العربية وممثل حزب التجمع العربي القومي في الكنيست.
الجزيرة نت
عُرِف عزمي بشارة بإنتاجه الفكري الغزير وأبحاثه المرجعية في مجالات المجتمع المدني، ونظريات القومية وما أسماه "المسألة العربية"، والدّين والعلمانية