تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
13 أبريل, 2007

بشارة: لن أكون لاجئا وأرفض اتهامات إسرائيل

صالح النعامي

أنكر عزمي بشارة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي رئيس "التجمع الوطني الديمقراطي" "التهم الأمنية" الموجهة إليه في إطار الهجوم الإسرائيلي عليه منذ نحو 3 أسابيع. ووصف بشارة تلك الاتهامات بأنها "غير دستورية، أو جنائية"، ونفى ما تردد عن عزمه اللجوء لدولة عربية.

وفي تصريحات خاصة لصحيفة "كل العرب" التي تصدر داخل الخط الأخضر قال بشارة: "فوجئت منذ أيام بحملة تحريض غير مسبوقة وغير مفهومة من كل وسائل الإعلام العبرية، ومن مأجورين عرب من خدام المؤسسة الحاكمة (الإسرائيلية)، ما لبثت أن تحوّلت إلى موجة تؤكد أنهم يُعدّون لأمر خطير".

وأضاف قائلا: "أعلم أنه بدأ تحقيق ضدي وأنه ذو طابع أمني، وهناك أمر بمنع نشر طبيعة التهم الموجهة إليَّ. لكن بات واضحا للجميع، من تصريحات الساسة الإسرائيليين وما سرّب للصحافة، أنها تهم أمنية وأنا أنكرها جملة وتفصيلا".

وأوضح أن "اتهامه بعدم الاعتراف بيهودية الدولة غير دستوري، واتهامه بالتحريض على العنف ليس جنائيا، لكنه أمني بالمفهوم الإسرائيلي للأمن"، بحد قوله.

وعن طبيعة النيات المبيتة والآليات الاستخباراتية الإسرائيلية التي تستخدم ضده، قال بشارة: "إن حجم التحريض يدل على أنهم اتخذوا قرارات خطيرة أوصلتهم إلى حد تصوير بيتي ونشر عنوانه والاهتمام بتحركات عائلتي ونقلها إعلاميا".

وأضاف: "هذه قواعد لعبة جديدة، لا تمت إلى القضاء والعدل ولا حتى بمفهومه الإسرائيلي بصلة، ولا حتى بمفهوم من يريدونه أن يعتاد أن يثبت براءته للمجرمين، من دون توقف".

الاستقالة

وفيما يتعلق بالخطوات التي سيتخذها في المستقبل، قال رئيس التجمع الوطني: "ندرس خطواتنا حاليا، ولم نتخذ أي قرارات. لكن هنالك التزامات فعلية عليَّ أن أنهيها".

وحول طبيعة استقالته من الكنيست الإسرائيلي، قال بشارة لصحيفة "حديث الناس" التي تصدر داخل الخط الأخضر: لقد "مهدت للاستقالة منذ فترة؛ لأني استنفدت الأدوات البرلمانية. وفعلت ما يمكنني فعله بالأدوات المتوافرة، فإحدى عشرة سنة مكثفة تكفي".

وأضاف: "رغم إلحاح الحزب عليَّ للبقاء في منصبي البرلماني، قدمت الاستقالة في سبتمبر الماضي للمكتب السياسي، وانتظرت حتى إتمام تشريعات مهمة، أهمها قانون شلل الأطفال الذي رافقني فيه مرضى عرب طوال العامين الماضيين، وهو أمانة أديتها".

وحول ما نشر عن طلب لجوئه لدولة عربية، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخميس عن بشارة قوله: "لن أكون لاجئا في أي دولة"، وأعلن عدم نيته ترك إسرائيل وبأنه سيعود للصراع "من أجل التعبير الحر عن أفكاري"، بحد قوله.

وأكدت الصحيفة عودة زوجة بشارة وأولاده من الأردن إلى إسرائيل، بعدما أمضوا عيد الفصح كما اعتادوا كل سنة. ورأت جهات في التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه بشارة أن عودة عائلته تدحض كل الشائعات عن هروبها.

وكان جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست عن حزب (التجمع الوطني الديمقراطي) قد نفى الأربعاء كل ما يتسرب من تقارير بشأن طلب بشارة اللجوء إلى دولة عربية.

ووصف زحالقة خبر طلب بشارة حق اللجوء السياسي بأنه شائعة، وقال: "هذه شائعة كاذبة لا أساس لها من الصحة".

وقال زحالقة: "كل ما يجري في إطار الملاحقة السياسية للدكتور عزمي بشارة والتجمع الوطني الديمقراطي، وهي ملاحقة سياسية لفكر ومبادئ ومواقف وطروحات الدكتور عزمي بشارة السياسية، وتأتي في إطار انتقام إسرائيلي نتيجة فشل إسرائيل في حرب لبنان".

ضرب عرب 48

ومن جانبه قال النائب في الكنيست عن حزب التجمع الوطني واصل طه في اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين.نت" إن إسرائيل تتهم بشارة بتجاوز قانون تمويل الإرهاب، ومساعدة "العدو" في ساعة الحرب، ونقل أموال لإسرائيل بشكل غير قانوني.

واعتبر طه أن هذه الاتهامات عارية من الصحة تماما، منوها إلى أنها تأتي في إطار حملة كبيرة لضرب الحركة الوطنية داخل فلسطين 48 ورموزها وعلى رأسهم بشارة.

ونفى طه بشدة ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس الخميس من أن بشارة قد عرض على سلطات الاحتلال العودة إلى إسرائيل بشرط عدم اعتقاله، معتبرًا أن مثل هذه الأنباء تهدف إلى تضليل الرأي العام العربي.

وحذر طه وسائل الإعلام العربية من مغبة اقتباس ما ستذكره وسائل الإعلام الإسرائيلية عن القضية فور رفع الحظر على نشر تفاصيلها.

بشارة "عدو إسرائيل"

وتعتبر إسرائيل بشارة عدوها اللدود، والذي يريد تخريبها من الداخل بدون أن يتم إطلاق أي رصاصة عليها، بحسب المستشرق اليهودي جاي باخور الباحث في مركز "هرتسليا" الإسرائيلي.

وعلى الرغم من عدم نشر وسائل الإعلام حتى الآن أي تفاصيل للقضية التي تريد إسرائيل اتهام بشارة بها، كثفت في الوقت ذاته الإشارة إلى ما تعتبره الكثير من الشواهد التي تدلل على أن الرجل يمثل خطرًا على الدولة ومستقبلها.

ومن هذه الشواهد: وقوف بشارة بحماس وإصرار خلف شعار "دولة لكل مواطنيها"، والذي يقوم على أساس إلغاء الطابع اليهودي للدولة، على اعتبار أن هناك تناقضا كبيرا بين زعم إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية وبين إصرارها على أنها دولة الشعب اليهودي في كل مكان تواجده.

كما تنزعج إسرائيل من الزيارات التي يقوم بها بشارة للدول التي تعتبر في حالة حرب مع إسرائيل مثل سوريا ولبنان، وعلاقاته الوثيقة مع دوائر صنع القرار في البلدين وحتى مع قيادات تنظيمات المقاومة، وهناك من يتهم بشارة بأنه يقدم استشارات لهذه الأطراف حول كيفية تعاملها مع إسرائيل.

ويتهم البعض بشارة وبقية القيادات السياسية لفلسطينيي 48 بأنهم مسئولون عن توتير العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، حيث يقول الكاتب دفيد الهرار أن ظهور قادة فلسطينيي 48 في وسائل الإعلام وهم يهاجمون إسرائيل يحرج قادة الأنظمة المعتدلة في العالم العربي ويمنعها من التطبيع مع الدولة العبرية.

إسلام أون لاين