- اعرب عن عدم خشيته من امكانية اقدام الموساد على اغتياله
- النيابة الاسرائيلية ستطلب السجن المؤبد لعزمي بشارة وأمر اعتقال دولي ضده
- مهرجان حاشد في الناصرة تضامنا مع رئيس التجمع واستنكارا للهجمة الاسرائيلية
الكلمة من المنامة/ البحرين موجهة للداخل
(على هامش المؤتمر القومي العربي)
اعدت النيابة العامة الاسرائيلية لائحة اتهام خطيرة ضد عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي عضو الكنيست المستقيل، تمهيدا لطلب امر اعتقال دولي بحقه بعد "هروبه " من اسرائيل على حد زعمها. ويشمل الامر الدول التي وقعت مع اسرائيل اتفاقية تسليم متبادلة ما سيمنع بشارة من التنقل في كثير من دول العالم الغربي .
ومن بين التهم التي سيكشف عنها هذا الاسبوع ، وجود " براهين " ضده على اساس مساعدة حزب الله اثناء الحرب حين كان يتواجد في لبنان وتلقيه مبالغ مالية كبيرة .
وسيقدم ضده تهمة مساعدة العدو بالمعلومات ومخالفة التخابر مع اجنبي وتبييض الاموال حيث توقعت مصادر قانونية اسرائيلية ان يحكم عليه بالسجن المؤبد اذا ادين بتهمة التخابر مع حزب الله .
من جانبه، أعرب الدكتور عزمي بشارة العضو العربي المستقيل من الكنيست الاسرائيلي، عن خشيته من قيام جهاز المخابرات الاسرائيلي "موساد" باغتياله.
ونقلت مواقع الاخبار العبرية صباح اليوم الاحد قول بشارة في جلسات مغلقة مع مقربين منه ولبعض الصحافيين:" رغم قناعتي بان الموساد ربما يفكر في اغتيالي الا انني لست خائفا فأنا وطني عربي".
واضاف "انا لا أستبعد احتمال ان يقوم الموساد الاسرائيلي باغتيالي ولكنني لست خائفاً".
وكشف بشارة انه تلقى عدة تهديدات على حياته، ثم اردف بان جهات متطرفة في اسرائيل ربما تقدم على اغتياله عن طريق بريده الالكتروني كما ابدى قلقه من قيام جماعات اسرائيلية بالتقاط صور لمسكنه ومنزله.
بشارة يرفض الاتهامات ولن يقدم تنازلات
وفي مقابلة مع صحيفة "الخليج" الامارتية وصف بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي الحملة الموجهة ضده من قبل الحكومة والصحافة الإسرائيلية بأنها "أسلوب قذر لجأت إليه إسرائيل لمحاولة إظهار سياسي ومثقف عربي بأنه مجرد مخبر عند حركة حماس وحزب الله.
واشار إلى أن حكومة اسرائيل لجأت إلى وسائل أمنية من أجل القضاء عليه، خاصة أن مثل هذه القضايا ذات الطابع الأمني في إسرائيل تعتبر قضايا حساسة.
وأكد بشارة بأنه حين قرر الاستقالة من الكنيست في الأسبوع الماضي كان يهدف إلى رمي الحصانة لهم قبل أن ينزعوها منه، مفضلا أن تبقى المبادرة في يده وليست في يدهم.
وكشف رئيس التجمع الوطني الديمقراطي عن تقارير مخابراتية أمنية إسرائيلية كانت تعد له مسبقا لفصله من الكنيست، تعرف إليها خلال زيارته للقاهرة في الأسبوع الماضي، جعلته يبادر إلى تقديم الاستقالة لسفارة اسرائيل في هذا التوقيت، مشيرا إلى أن مسألة الاستقالة كانت مسبقة النية، حيث كان ينوي تقديمها في عام 2006 إلا أنه أجلها إلى 2007 بناء لطلب من كوادر الحزب، مشيرا إلى أنه كفلسطيني الهوية وعربي يؤمن بالقومية العربية كان يعيش تناقضا مع نفسه أثناء عضويته بالكنيست لإسرائيلي، واصفا ذلك بأنه كان أمرا متعبا عاطفيا وجسديا.
مهرجان تضامني حاشد في الناصرة
وفي الناصرة احتشد نحو عشرة الاف من النقب جنوباً وحتى أعالي الجليل والجولان المحتل شمالا، للمشاركة في المهرجان الشعبي الذي نظمه التجمع، رداً على الحملة السلطوية ضد الفلسطينيين في الداخل والتجمع ورئيسه عزمي بشارة.
وفي ظل الحضور المكثف لوسائل الإعلام، تحدث في المهرجان عدد من قيادات الهيئات والأحزاب والقوى الوطنية. ووصل إلى المهرجان عدد من برقيات التحية والتضامن؛ حيث وصلت تحية من الحركة الوطنية الأسيرة في السجون. كما وصلت تحية من المطران عطا الله حنا المشارك في المؤتمر القومي في البحرين، حيث أكد في تحيته أنه يضم صوته إلى كافة المتحدثين رافضاً التحريض على عزمي بشارة ورموز العمل الوطني.
بدوره أكد الشيخ رائد صلاح على أن الحديث في المهرجان تمسك الجماهير العربية بالبقاء في وطنها، لكونها حددت علاقتها مع الأرض. وأنها لا تخاف الظلم، لكونها "الجبل الشامخ الأشم الذي تتحطم عليه عواصف الظلم والظالمين".
وفي كلمته قال النائب طلب الصانع إنه ينظر بإيجابية إلى هذا الحضور، وكرسالة إلى المؤسسة الصهيونية، وهذه الحكومة التي فتحت أبواق التحريض ضد عزمي بشارة، تحاول تركيع الجماهير التي صنعت يوم الأرض وهبة القدس والأقصى.
وأضاف أن محاولات "الحد من التواصل والتضامن مع الضحية في فلسطين ولبنان، والتضامن مع سورية المحتلة أراضيها، وسن قوانين لجعل التواصل العربي العربي جريمة، وترى في وجودنا جريمة، وتمنع لم شمل العائلات، وتتحدث عن تبادل سكاني، كل ذلك يؤكد أن اعتزازنا بتواصلنا وانتمائنا هو وسام شرف. ولن نرحل لأن هذا وطننا. هم يعتبرون بقاءنا خطأ تاريخي، ونحن نريد أن نعزز هذا البقاء.
ووجه النائب السابق محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، التحية إلى د.عزمي بشارة وقال "لا تقلق فشعبنا بخير وامتنا بخير، وهذا الحشد الكبير كفيل بأن يصد الهجمة عنك وعن التجمع. فكما فشلوا في الماضي في التحريض ضد بشارة والتجمع والحركة الإسلامية، سيفشلون في هذه المرة بوحدة الجماهير".
وفي كلمته اكد رئيس حركة أبناء البلد، رجا إغبارية، أن جميع التيارات السياسية تضع خلافاتها جانباً، وتقف معاً ضد الهجمة السلطوية، والتي تطال الآن التجمع الوطني ود.عزمي بشارة. وأكد على أننا "لن نتخلى عن أي عربي تعتدي عليه إسرائيل.. موقفنا المبدئي مع كل إنسان تناصبه إسرائيل العداء، وعندما يتم التعرض لأي منا سنقف وقفة رجل واحد".
وقال إن إسرائيل وضعت برنامجاً وبدأت بتنفيذه، وأن المطلوب من جميع القيادات الموجودة وضع برنامج للرد عليه.
وتحدث النائب السابق هاشم محاميد، رئيس التحالف الوطني التقدمي، فأكد على أن التضامن ليس مع بشارة والتجمع، وإنما الجميع شركاء، وقال "كلنا عزمي بشارة، وكلنا من آل بشارة". وأضاف أن عزمي بشارة هو صاحب القرار، فهو يقرر متى يأتي ومتى يغادر.
وتابع:"إن جريمة عزمي هو أنه رفض ادعاءاتهم بأننا خطأ تاريخي، فهم يريدون ترحيلنا سياسياً وجغرافياً، ولكن أنا أقول وعزمي يقول وكلنا نقول إن وجود هؤلاء العنصريين هو الخطيئة، فنحن أصحاب الأرض الشرعيين".
واقترح محاميد "عقد مؤتمر عربي يهودي لمقاومة هذه الأفاعي العنصرية، ولصد هذه الهجمة، وهي ليست ضد التجمع فقط، بل ضدنا كلنا".
وفي كلمته اعتبر النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، هذا المهرجان إيذاناً ببدء حملة مضادة لحملة السلطة. وأضاف إن هناك اتفاقاً بين الأحزاب السياسية، أعلنه رئيس لجنة المتابعة، شوقي خطيب، بأن سيكون هناك مهرجانات ومسيرات ومظاهرات في كل القرى العربية.
كلمة بشارة من المنامة
وتوجه بشارة الى المشاركين بكلمة عبر الهاتف، من المنامة في البحرين حيث يشارك في المؤتمر القومي العربي، قائلا: أن أسس التجمع الوطني الديمقراطي ترفع مفهوم المواطنة على رجليه وليس على هامش المشروع الصهيوني كنوع من الصدقة أو من المعروف أو الجميل أو التسامح من المشروع الصهيوني.
واضاف بشارة في حديثه :" كوننا سكان البلاد الأصليين، وأننا لم نهاجر إلى إسرائيل، بل هي التي هاجرت إلينا. ونحن لا نحاول إثارة إعجابهم، ولا نعتبر أنفسنا أقل ديمقراطية منهم.
وقال:" تحملوا فكرة دولة المواطنين في البداية، وتوقعوا أن ذلك مشروع اندماجي، ونسوا أن من يطرحه هو تنظيم وطني قومي ديمقراطي. يريدوننا جسر سلام من قبلهم كنوع من "عربي إسرائيلي" جديد، أما التواصل مع العالم العربي كعربي فقد افقدهم صوابهم. وسنوا القوانين لمنع ذلك". وأكد في هذا السياق على أن الدول العربية، بما في ذلك سورية ولبنان، ليست "دول عدو" بالنسبة لنا.
وتابع أنه منذ تلك اللحظة بدأوا بإعداد الملفات إلى أن وصلوا القمة هذه المرة، وحولوا العلاقة مع الشعب اللبناني إلى علاقة أمنية. (وهنا يتساءل: أية معلومات لدينا يمكن أن نعطيها، ونحن أبعد الناس عن المعلومات بمفهومهم؟)، وبعد فشلهم الذريع في لبنان وفلسطين سياسياً وعسكرياً "يريدون أن يتحولوا إلى قضاة لنا.. نحن الوحيدون في البرلمان الذين لم نقتل.. سلاحنا هو الفكر والثقافة والقلم والندوة والمحاضرة".
وتساءل د.بشارة" ماذا يعني أن تتجند الصحافة الإسرائيلية وتقدم النصيحة للجلادين؟ إيهود براك ونتانياهو وغيرهم جمعوا تبرعات لأحزابهم.. لا أعرف حزباً إسرائيلياً أو عربياً لم يحصل على تبرعات، وهم يريدون تحويلها إلى تهم متى شاءوا.. فهل جمع التبرعات من الدول الأوروبية مسموح، ومن الدول العربية ممنوع.."
واضاف:" التحريض في الصحف لا يخيفنا، بل تخيفهم هم. وقال "يجب ألا نصاب بالارتباك من صحافتهم وعناوينهم.. هل نريد شهادة براءة من مجرمي حرب؟ يجب أن يحاكموا على قتل الأطفال.. هم في قفص الاتهام".
كما أهاب د.بشارة بالتجمع أن يبدأ الاستعداد لعقد المؤتمر فوراً. مشيراً إلى أن استقالته من الكنيست أجلت أكثر مما يرغب بسبب التزامات قانونية. وأضاف أن الكنيست ليست منصتنا الوحيدة، بل حلبة من الحلبات
عُرِف عزمي بشارة بإنتاجه الفكري الغزير وأبحاثه المرجعية في مجالات المجتمع المدني، ونظريات القومية وما أسماه "المسألة العربية"، والدّين والعلمانية