د. عزمي بشارة
مع انتشار ثقافة الكراهية وتأجيجها بالتعبئة السياسية التي تحوّل كل اختلاف إلى صراع، وتغادر السياسة إلى الحرب، يظهر الأفراد على وسائل التواصل كممثلي معسكرات يتخندقون بدل أن يتواصلوا، ويتبادلون بذاءات القدح وسفاهات الذم، فتحولت وسائل التواصل هذه إلى وسائل قطيعة اجتماعية. يفترض أن وجود مثل هذا الفضاء خارج آليات القسر والإملاء الدولتية والمجتمعية فرصة لا تفوت للحوار المدني العقلاني. وتفويتها مأساة، بل جريمة. وللأسف تتضافر جهود قوى الأجهزة الأمنية الرسمية مع جهود قوى سياسية غير عقلانية ومتطرفة في تدمير هذا الفضاء.
عُرِف عزمي بشارة بإنتاجه الفكري الغزير وأبحاثه المرجعية في مجالات المجتمع المدني، ونظريات القومية وما أسماه "المسألة العربية"، والدّين والعلمانية